على هامش الأحزان
(1)
على الهامش..
امرأة تَسْتجدي رغيفًا و سُكّرْ
على جنباتِ الشّوارعِ..
يُعينُها على قرصاتِ اللَّيْلِ
قَضاءٌ و قدَرْ
و يتامى يَنتظرونَ في البيتِ..
يَنوحون أباهُمُ الذي ماتَ كادحا في المَحْجَرْ
كلَّ عشيّةٍ كانَ يأتيهم بِخُبْزٍ و حليبٍ ..
من جَبينهِ مُقَطَّرْ
تلكَ أيّـامٌ راحتْ..
مَسحتها من الدّنيا زخاتُ المطر
(2)
على الهامش..
طفلٌ حُرمَ تعليمَهُ في الصِّغرْ
واقفٌ أمامَ مدرسة..
تمنّى لو مشى بينَ فُصولها و عَبرْ ..
يرنو للأولادِ يرتعونَ
يبكي و الدمعُ من عَيْنيه يَنهمرْ
آهٍ نوائبُ ذا الدّهرِ كثيرةٌ
لا تُبقي و لا تذرْ
(3)
على الهامش
أبٌ خارجَ البيت يبكي و ينوح
و ابنٌ عَقَّ والدهُ يصيحُ و يزأرْ
أبتِ .. لم تعُد أبتِ
إنّي صِرتُ الآن أكبرْ
غادر لستُ أبغيكَ
و إلاّ و ابني سَأدحرْ
إنّني الآن لستُ كما كُنتُ
لدَيَّ زَوجةً و ابنًا و غفرْ
و منزلا صففتَ حِجارتَهُ أنتَ
حجرا تِلوَ الحجرْ
لكنّني يا أبتِ هدمتهُ
و لم أعد مُحتاجا لكَ
وهبتُ ما فيه لمزبلةٍ قُربَ المَمَرْ
المَمَرَّ الذي كنتَ تصحبني فيهِ
للحديقةِ ..
للعزفِ على الكَمَنْجَةِ ..
لِنبشِ الوترْ
تلكَ أيّـامٌ راحتْ..
فابحث يا أبي عن سِجْنٍ
أو إن شِئتَ فابحث عن قبرٍ
أو مُسْتَقَرْ
(4)
على الهامـش
طفلَةٌ باعها أبوها
لذئبٍ من بني البشرْ
ينهشُ لحمها ..
يفقأ عينها ..
و يشتُمها إذا ما لم تُنجب له ولدًا
و يشتُمها إذا ما لم تصقل له نهديها
ويشتُمها إذا ما قلبها انفطَر
كيف بها إذا زلَّ لِسانها أو عَثَرْ؟
(5)
على الهامش
بلدٌ سقى أبناءه حزنا وكدَرْ
سقاهُمُ الضجرْ
فيا ربّي أناجيكَ..
باسمكَ الأعظم
باسمكَ الأكبرْ
أَزِلْ عنا غمامةَ القهر
و ألهمنا و لو قليلا .. ألهمنا الصَّبرْ
يا ربّي ألهمنا الصَّبرْ
ألهمنا الصَّبرْ
سمير بن الضو
المملكة المغربية
هذه القصيدة مأخوذة من ديوان يحمل نفس الاسم -على هامش الأحزان- وهو منشور في موقع دار بسمة للنشر الإلكتروني، لتحميله اضغط هنا.
و في الأخير عزيزي القارئ أرجو أن لا تبخل عليّ بملاحظاتك لهذه القصيدة، أو للديوان كاملا.
و سأكون سعيدا بتواصلك معي.
تحياتي..
تعليقات
إرسال تعليق